يعد التأمين الصحي التعاوني أحد البدائل الشرعية التي تحقق مفهوم التكافل الاجتماعي في تقديم الخدمات الصحية، وكان للمملكة العربية السعودية تجربة رائدة في تطبيق منظومة التأمين الصحي التعاوني.
سعت الدراسة إلى الكشف عن أهم ملامح هذه التجربة، واتبعت المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي. شملت الدراسة خمسة محاور؛ حيث تناولت التعريف بالتأمين الصحي وأنواعه وأحكامه الشرعية، ثم قدمت نظرة عامة على القطاع الصحي في المملكة، واستعرضت الإطار التنظيمي للتأمين الصحي التعاوني في المملكة، ومن ثم رصدت واقع التأمين الصحي التعاوني في السعودية، وأخيرًا أوضحت أهم الدروس المستفادة من التجربة السعودية.
خلصت الدراسة إلى أن تطبيق منظومة التأمين الصحي التعاوني حقق مزايا عديدة في المملكة، من أهمها زيادة فرص العمل وجودة الخدمات الصحية. وفي المقابل تواجه صناعة التأمين التكافلي الصحي في المملكة عدة تحديات يأتي على رأسها عدم وجود هيئة مركزية شرعية. وأوصت الدراسة بتعميم تطبيق منظومة التأمين الصحي التعاوني في جميع الدول الإسلامية وخصوصًا النامية منها، لما يقدمه من بديل شرعي يقوم على التعاون والتكافل الاجتماعي، ولما يحققه من مميزات كتوفير فرص العمل وتحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية في ظل تدني مؤشرات الرعاية الصحية في هذه الدول. ومن أجل الاستفادة التامة من تجربة السعودية في التأمين الصحي التعاوني اقترحت الدراسة إنشاء هيئة شرعية مركزية موحدة وعدم الاكتفاء بالهيئات الشرعية داخل كل شركة تأمين، كما اقترحت إقرار لوائح شرعية مخصصة للتأمين الصحي من أجل تعزيز الحوكمة الشرعية في قطاع التأمين الصحي التعاوني.
الدراسة نشرت كفصل من الكتاب الجماعي: "التأمـــــين التعـاوني.. بين النظرية والتطبيق" الصادر عن جامعة عمار ثليجي بالأغواط بالجزائر سبتمبر 2020.
